السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
هذا موضوع قد أكل عليه الدهر وشرب _ إن صح التعبير _ ولكني آثرت نقله من
المنتدى الذي كتبته فيه ليكون موجودا في كوكب الفكر والدعوة في منتداكم
الموقر رجاء الفائدة ومن باب ((فذكر فإن الذكرى تنفع
المؤمنين)),,
الموضوع:" الوحدة الإسلامية آلام وهموم"
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة
للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.
أما بعد,
أخي العزيز كما تعلم بأن الخلاف في الأمور الحياتية البسيطة قد يسبب إزعاجا
وتوترا عند المتخالفين!! وعادة ما ينتهي هذا الخلاف والنزاع إلى التباغض
والتخاصم والتدابر!!
وهذا الأمر مما لا ينبغي لأي فرد أن يتجاهله وذلك لأنه سمة من سمات البشر
المعهودة والله سبحانه وتعالى أراد من خلقنا شعوبا وقبائل التعارف والتواصل
بين بعضنا البعض كما قال عز من قائل:
((وخلقناكم
شعوبا وقبائل لتعارفوا, إن أكرمكم عند الله أتقاكم))
مادمنا قد عرفنا بأن البشر يجب عليهم أن لا يركنوا إلى
التدابر والبلادة بل يجب أن يتعاملوا مع هذه الإختلافات بكل حيطة وحذر,,
اذا...
فالتسامح في الإختلافات الإسلامية والمذهبية يجب ان يعطى له الأولية من باب
أولى !!
لأن الله شرفنا بأن فرض علينا دينا واحدا ألا وهو الإسلام:
((إن الدين
عند الله الإسلام))
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (((أمرت أن أقاتل
الناس حتى يقولوا لاإله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا
ذلك منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها)))
اذا...
أيها القارىء الكريم,,
إننا جميعا أمة واحدة فنبينا واحد ودستورنا واحد - ألا وهو القرآن الكريم -
كما أننا نتجه إلى قبلة واحدة, نعيش هموما واحدة ونتأثر ببعضنا البعض لأن
مصيرنا وتاريخنا واحد..
هذا موضوع كبير جدا وهو أهم المواضيع التي يجب أن تأخذ حيزها المناسب في
هذا العصر - عصر الفتن والشبهات - عصر التفرق والشتات-
لأنك أخي القارىء قد تجد من البعض غلظة وشدة عندما يعلم بأنك على مذهب أو
رأي ما يخالف ما يعتقده هو وبالتالي فإنه يبدأ بفرض آرائه عليك بالقوة
وربما ينتهي به الأمر إلى التكفير متجاهلا مبادىء دينه السمحة التي تدعوه
إلى التعاون والوحدة وتحذره من التباغض والتكفير إذ لا يجوز بأي حال من
الأحوال أن يكفر من يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله مادام لم
ينكر ما علم من الدين بالضرورة أو لم يأتي الأمور العظيمة التي اجمعت
الأمة على كفر مرتكبها كفر شرك بحيث يخلع ربقة الإسلام من عنقه!!!
فلنتعاون جميعا في سبيل إيجاد الوحدة والتآلف بين أتباع الدين الواحد:
((وَإِنَّ
هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ))
(المؤمنون:52)
(
((إن هذه أمتكم
أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون))
[ الأنبياء / 92 ]
ولنلتزم بحديث النبي صلى الله عليه وآله: "
((مثل المؤمنين
في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد
الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى))
"
ولندع التسمي
بالألقاب المذهبية ولنرجع إلى الإسم الجامع ألا وهو الاسم الذي سمانا به
سيدنا إبراهيم عليه السلام..
.
قال تعالى (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ
وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ
إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا
لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى
النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا
بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ))
وها أنا - من هذا المنبر المبارك بإذن
الله - أدعو شباب المسلمين إلى التآلف والـتآخي والقبول بالطرف الآخر...
لأننا كلنا شوق إلى تكامل بزوغ شمس الصحوة التي ستشرق من
جديد بإذن الله ما دمنا ننظرإلى عنصر الوحدة كعنصر مهم وكمخرج وحيد مما نحن
فيه الآن من تفرق وشتات....
يا حالة قد أفقدتني
عصـبي
رميت فيمن كنته بالفقـــد
مولاي عبد تاه في مرامـه
عن نهجه وأنت مولى العـبد
فخذ بضبعه وأمة هــوت
تحت الخلافات وبثق الســد
مستفتحين بأياديك الغــنى
والعز والنصر وكل جَـــدِّ
فاجمع شتاتنا وأصلح شأننا
واقض لنا على ظلوم نـــد(1)
والسلام عليك أيها القارىء الكريم ورحمة الله
وبركاته,,,,
------------------------------------------------------------------------------------
(1) من قصيدة لشاعر عمان الكبير الشيخ عبدالله بن علي الخليلي .